08/06/2024
دخل هذا الكلب بيتي مع مجموعة من الناس الذين كانوا يهربون من القصف في الليل وأقاموا فيه حتى خروجهم في الصباح تاركين الكلب بلا اسم أو صاحب
كان يحفظ دخاليج البيت كأنه تربى هنا ،يهرب من غرفة النوم الى أرض الديار ومن الحديقة الخلفية الى سطح البيت متناغماً مع صوت الغارات في محيطنا ،يتموضع في المكان الأكثر أماناً قبل أن تفزعه القنابل
ظل صامداً معي ثلاثة أيام من لحظة الاجتياح ،تقاسمنا الخوف والنباح والشظايا واللحم المعلب
لا هو كلبي ولا أنا صاحبه لكننا نعيش معاً المصير نفسه
خرجنا نركض ونقفز برشاقة من بين القذائف ،لا نحمل شيئاً غير مفتاح لباب البيت المفتوح دائما ،حفاة القلب والعقل والأقدام
شيدنا عريشة من الخِرَق القديمة وبعض البوص وسعف النخيل ،نتناوب عليها مثل صديقين
أحدنا ينام ليحلم بالعودة والآخر يسهر ليحرس الحلم والطريق
لا هو كلبي لا أنا صاحبه
هكذا كان يتعلق الغرباء في بيتي ،فما بالكم أنا
في الصورة / كلب نازح وانسان مشرد .