04/06/2023
(( في دولة القانون. ))
-------------------------------
صغير .. ولد في بيت كبير .. يطفي علي اصحابه علامات الثراء .. دورين من اجمل ما تري العينين .. سور كبير عالي لحديقة و بسين .. بوابة كبري من الحديد الفولازي تحجب الرؤيا .. تفتح لتري منها سيارات فخمه .. تصطف بجوار بعضها .. في جراج انيق .. والشجر الشاهق تدلي ثمارة من الاسوار ..
يخرج الصغير يوميا مع مربية للحديقة .. كي ينعم بالجو الجميل و الشمس المشرقة .. يلعب هنا و يجري هناك .. حتي اشتدت اظافره وقوى بنيانة ..
تربي الصغير علي الوحده .. البعد عن الناس .. لا يخرج من خلف تلك الاسوار .. لا يري ما بخارجها ..
علموه منذ نعومة اظافرة ان الناس اعدائك .. فلا تثق بهم .. فالكل يكيد لك .. وينتظر فقط خروجك من البيت حتي يخطفوك او يضربوك او يقتلوك
لا تثق يا صغيري ابدا بالبشر .. فهم اما حاقد او حاسد او مستغل ..
تعلم الصغير فنون القتال .. وان لم يكن معه سلاح
اذا هجم عليك احدا فقاتله .. اجعله فريستك قبل ان يفترسك
تعلم كيف تقفز لأعلي بقدميك
وكيف تهجم بيديك و اظافرك .. فتلقي بعدوك ارضا
كيف تستخدم اسنانك وانيابك كي تقطع من لحمه
لا تخاف من العصا و لا تخاف من النار
فنار الهزيمة اشد قسوة يا صغيري
كذلك تعلم الصغير حتي شب في بيت لم يري فيه غير اهله و مربية و معلمه
لم يري خارج الاسوار شيئا الا ما تعلمه و تخيلة في هذا البيت
كل من بالخارج اعداء ..
ليفتح الباب الحديدي يوما فتدخل احدي سيارات البيت الفخمه و قبل ان يغلق مره اخري
فلت الصغير من الباب و خرج لعالمه المجهول يستكشفه
خرج لاعدائه كما تعلم .. خرج يجري في الشوارع دون وجهه محدده .. شوارع متسعه .. اشجار في منتصف الطرق .. اسوار لبيوت اخري مجاورة .. سيارات تسير مسرعه .. ابواقها ترن صفاره الانذار خوفا ان تدهسة .. اصوات مزعجه ..
خاف الصغير من هذا المشهد ومن هذه الاصوات
اصبح يجري هنا و هناك ..
يدور بذهنه ما تعلم .. يظهر الخوف في عينيه .. ويكاد ينطق لسانه
انهم خونه .. انهم قتله .. اكيد سيظهر الان من يهاجمني كي يسرقني او يقتلني
حتي تصادف خروح احد الجيران .. هذا الرجل الطيب من بيته .. ذاهبا الي عمله
فيقف الصغير خائفا للحظات .. هذا هو العدو
لا .. لن اخاف منه .. لقد تعلمت كيف احمي نفسي .. خير وسيلة للدفاع هي الهجوم .. هيا ايها الصغير نفذ ماتعلمت من مهارات القتال
احمرت عيناه .. انتفض جسدة .. اسرع في اتجاه عدوه .. حتي اقترب منه .. قفز قفزة كبيرة .. جعلت يديه تدب في صدر جاره .. فأوقعه ارضا .. جلس علي صدرة .. وفتحه فمه علي وسعه ثم اطبق فكه و أسنانة برقبته .. وكأنه دراكولا العصر الحديث .. حتى سال الدم يروى الارض من تحتهما ..
صاح المارة بالشارع لا يصدقون ما يرون .. خرج مربي الصغير علي الاصوات بالخارج ليجد صغيرة والدماء تسيل من فمه .. يالها من صدمة .. ماذا فعلت بالله عليك .. ادخل البيت قبل ان يقتلوك ..
فر الصغير هاربا الي بيته خوفا من بطش الناس به
مع ان الناس هم من خافوا من هذا الدراكولا الخطير
اسعاف اسعاف ..
تاتي الاسعاف وتحمل الجار المسكين الي العناية المركزة في غيبوبة تامة
لتنشر الصحف علي صفحاتها الاولي
وحش الحي الراقي يهجم علي جارة
قنوات التليفزيون تهاجم الصغير المتوحش
برامج التوك شو .. تتحدث هنا و هناك
كيف تربي هذا الدراكولا بين الناس دون ان تدري
كيف بات هذا الخطر يهدد الناس بالشوارع
فكثير من اهل هذه البيوت الفخمه يربون صغارهم علي هذه الوحشية
كيف نتخلص من هؤلاء الصغار المتوحشين الذين يهددون حياتنا
طلبات احاطة بمجلس النواب .. يا حكومة ال حقينا من هؤلاء الصغار المتوحشين
اين القانون يا سادة ..
لم يمكث الجار الطيب كثيرا في سرير العناية المركزة حتي فارق الحياة (رحمة الله عليك يا طيب)
فيزيد الهجوم علي الصغير اكثر و اكثر
حتي نستيقظ يوما علي قانون رقم ٢٩ لسنه ٢٠٢٣
يحظر تربية الصغار في المنازل
علي كل اهل تسليم صغارهم للحكومة خلال شهر من القانون
صدمة تصدم كل من لدية صغار في بيته
ابني .. وصديقي وخلي الوفي
ربيته تسع سنوات و الان تريدون ان تأخذوه مني
اطعمته صغيرا .. بت بجوارة وهو مريض .. لاعبته طفلا ..
واعطاني كل الدفئ و الحنان و الوفاء
كنت لا امشي الا وهو بجواري بين قدمي يسير
ولا انام الا وهو تحت قدمي
ولا ابكي الا وتتساقط من عينية الدموع
ولا افرح حتي يتراقص من حولي
تريدون ان اسلمه بيدي للحكومة
اخطأ جاري في تربية صغارة
واحسنت تربية صغاري فما ذنبي أنا وما ذنب صغاري
فقد ربيتهم علي الحب و اللعب و حسن التعامل مع الناس
يخرجون معي كل يوم نتمشي في نسيم الصباح العليل
يلعبون و يجرون من حولي
يسلمون علي كل الجيران
ويمتنون لكل من يحنوا عليهم ويمسح علي رؤسهم
لماذا يا سادة تأخذون العاطل بالباطل
يا وجع القلب في دنيا اختلط فيها الحابل بالنابل
هل من اقترح هذا القانون و من كتبة و من قدمة و من ناقشة و اقره يستطيعون ان تغتصب منهم اولادهم
يتحملون قسوة الحياة بدونهم
والان .. صمت الاعلام
الان جفت الصحف و رفعت الاقلام
عن قلوب تحترق ولا تدري ماذا تفعل
يا دولة القانون ..
ان كان ضل احدنا الطريق فلما تقتلونا جميعا
حاسبوا المقصر
ضعوا شروطا للتعليم و التربية
ضعوا ضوابط للخروج الي الشوارع و المتنزهات
اشترطوا مدارس تعلم صغارنا ان البشر ليسوا اعداء لهم
وعلموا البشر ايضا ان الصغار ليسوا اعداء لهم
لكن اتركوا صغارنا .. فلن نستطيع العيش بدونهم
كلابنا الاوفياء عذرا
لم نستطيع ان نكون معكم اوفياء
في دولة القانون 😥😥😥😥
توقيع.. بني الانسان
اكتبوا لنا .. كم حادث سيارة يحدث كل يوم
فلما لا يسلم مالكي السيارات سياراتهم خلال شهر من الأن
اليست اشد خطورة من الكلاب علينا؟؟
رجاء شيروها لتصل الي كل مكان
لتصل لانسان بحق يشعر بها ويتبناها
لتصل لحقوق الانسان و الحيوان
يونية ٢٠٢٣